المسارح ليست مجرد مبانٍ تُضاء ليلاً لاستقبال العروض، بل أماكن تعيش فيها ذاكرة الفن بكل تفاصيلها. من الستائر الثقيلة المخملية، إلى المقاعد التي شهدت تصفيق الجماهير، ومن خشبة المسرح التي عبرها مئات الممثلين، إلى الأضواء التي تحكي قصصاً عن فرح وحزن وأمل.
في المسرح، يلتقي الجمهور بمشاعر مكثفة لا يمكن للشاشة وحدها أن تنقلها. الممثل أمامك حيّ، صوته يصل مباشرة إلى قلبك، وانفعالاته صادقة في لحظتها. لذلك، يظل المسرح فناً مختلفاً، يحمل روح المشاركة بين المؤدين والمتفرجين.
المسارح القديمة تحمل قيمة مضاعفة. جدرانها وزخارفها تعكس فخامة عصور مضت، بينما خشباتها شهدت عروضاً كلاسيكية خالدة. أما المسارح الحديثة فتعكس روح العصر، باستخدام التكنولوجيا والإضاءة المتطورة والمؤثرات التي تضيف بعداً جديداً للتجربة.
من الناحية الرمزية، المسارح التي تحتفظ بروح الفن تذكرنا أن الإبداع لا يعيش في النصوص وحدها، بل في لحظة الأداء الحي، حيث يذوب الحاضر بالماضي، ويتجدد الفن مع كل عرض جديد.