الممرات ليست مجرد طرق ضيقة بين جدران أو أشجار، بل عوالم صغيرة تحمل في طياتها الكثير من الغموض والجمال. حين تخطو داخل ممر طويل، يلفك شعور بأنك تعبر من زمن إلى آخر، وكأن كل خطوة تفتح باباً جديداً للحكايات.
في المدن القديمة، الممرات المرصوفة بالحجارة تحكي عن أجيال مرّت من هناك. جدرانها العالية تحتفظ بأصوات الباعة وضحكات الأطفال، وأحياناً بصدى خطوات الجنود الذين عبروها قبل مئات السنين. أما في الغابات، فالممرات الترابية المظللة بالأشجار تذكّرنا بسحر الطبيعة، حيث الضوء يتسرب من بين الأغصان كخيوط ذهبية ترشد العابرين.
الممرات أيضاً فضاءات للتأمل. من يمشي فيها منفرداً يشعر أنه في رحلة داخل ذاته، بعيداً عن الضوضاء. وحتى الممرات الحديثة في المباني أو المتاحف لها هيبتها الخاصة، إذ تقودك نحو وجهة مجهولة، تجعل الفضول يكبر مع كل منعطف.
رمزياً، الممرات التي تقود إلى المجهول تذكّرنا أن الحياة نفسها سلسلة ممرات. قد لا نعرف ما ينتظرنا عند النهاية، لكن قيمة الرحلة تكمن في السير ذاته، لا في الوصول فقط.
