الموانئ الجوية، أو المطارات، تشبه مدناً مصغّرة تعمل على مدار الساعة. في أي وقت من اليوم، ستجد حركة لا تهدأ: طائرات تقلع وأخرى تهبط، مسافرون يودّعون أو يستقبلون، وأصوات النداءات تتردد في الأروقة. إنها أماكن تختصر العالم في مساحة واحدة، حيث تلتقي لغات وثقافات مختلفة تحت سقف واحد.
في صالات الانتظار، تجلس وجوه متباينة: طفل يلوّح بحماسة قبل رحلته الأولى، رجل أعمال يراجع أوراقه بسرعة، مسافرة تقرأ كتاباً لتقتل وقت الانتظار، وعائلة تتقاسم الطعام بينما تترقب الإعلان عن صعود الطائرة. كل مشهد منها قصة صغيرة ضمن المشهد الكبير للمطار.
خارج النوافذ الضخمة، تتلألأ أضواء المدرجات كنجوم أرضية، والطائرات مصطفة كأنها طيور حديدية تستعد للطيران. حتى في منتصف الليل، يظل المطار يقظاً، إذ هناك دائماً وجهات جديدة تبدأ وأخرى تنتهي.
رمزياً، الموانئ الجوية التي لا تنام تذكّرنا بأن الحركة جزء من طبيعة الإنسان، وأن السفر لم يعد مجرد رفاهية، بل حاجة للتواصل والاكتشاف. هي بوابات نحو المجهول، وفرص لكتابة فصول جديدة من حياتنا.